20080628

عينـاها

أكادُ أمُسّ لونَهُمَا
أكادُ أرَى الربيعَ يَسيـرُ بينَهُمَا
أُعِزّهُما كأيّامي التي ذهَبَتْ،
كأيّامي التي لم تأتِ من عُمْري، أهَابُهُمَا
أضمُّها بِأفكارِي
أشدُّهُما بعيْنَيَّ
وأُغْطِسُ فِيهِمَا جسَدي وأحْلاَمي ومَاضِيَّ
أغُوصُ على كُنُوزِهمَا
ولا أدْرِي متَى أو كَيفَ أخْرُجُ منهُما حَيَّا

20080620

قَصائد لمْ تُقـَرأ

في دَفْتَري قَصَائِدٌ لَمْ تُقْرَا
في دفتَري شِفَاهُ بِنتٍ سَمْرَا
وريحُ أحْلَى وَرْدَةٍ، ومُـقْـلَتَـانِ عَبَّتَا مِنْ كُلِّ بَحْرٍ بَحْرَا
وخَصْـرُ أجْمَلِ قَوَامٍ، نَطَقَتْ عِشْرُونَ عَامًا فِيهِ
بَهْجَةً وَسِحْرَا
وخُصْلَتَانِ نَسْـمَـتَانِ مَـرَّتَا عَلى عَبيـرِ الغَابِ
عِطْرًا عطرَا
وحَقلُ تفّاحٍ لهُ لِكُلِّ فَصلٍ باقَةٌ، بينَ الجِبالِ والسّهُولِ الوَعْرَة
في دَفْتَري لِلكلماتِ سُـبُـلٌ بِهَا يَكادُ
أنْ يَكُونَ السِّرّ جَهْرَا

0

20080619

عَـشيـقَـة

قلتُ : أهواكِ أنَا..
واعتراها كبرياءْ
وطَفَتْ في مُقلَتَيْها مَوجَتَا وَهْمٍ غَرِيرْ
وأدارتْ وجْهَها الطّفْـلَ الصَّغيرْ
في انتِشَاءْ
بعدما لاحتْ بِكِلْتَا شَفَتَيْهَا
بَسَماتُ الانتِصَارْ
بسَماتُ الكِبْريَاءْ

§§§

قلتُ : « أهواكِ ... » فمالتْ
كلُّ مَا في البنتِ مَالْ
شَعْرُهَا الأسودُ عَربَدْ
طرْفُها الذائبُ، كالثلجِ تَجَمّدْ
خَدّها أضْحَى جَحيمًا يَتَوَقّدْ
ظنَّ أنّ الكَوْنَ، كُلَّ الكَونِ، مِنْ حَرْفَيْهِ حَرفُ
وبُحُورَ الأرضِ لَوْلاهُ تَجِفّ
والهَوَى، والشّوقَ والأحلامَ... منهُ تَتَولّدْ

§§§


قلتُ : « أهواكِ ... » فمالتْ
مالَ حتّى الثوبُ.. والفُولارُ مَالْ
وتثَنَّى خَصْرُها نَهْـرَ دَلالْ
وتمرّدْ
كيفَ لا تَغْوَى وتَجْحَدْ
إنّها صارتْ عَـشيـقَة
لحظةٌ كانتْ، وباتتْ في تَبَاهِيهَا غَريقَة
بيْنَ بَعْضٍ مِنْ حَقِيقَة
وكثيرٍ مِن خَيَال

نورالدين عزيزة

20080613

الملكة

مَكانُناَ البَيْداءُ يا مَلِكَتي
والفَجْرُ والسَّماء
لم يتبقَّ هَاهُنا.. في هَذهِ الحَديقَةِ المُسيَّجَة
سوَى بَرِيقِ الشِّعرِ وصَوتِ الشُّعَراء
وَفِتيَةٍ تَوهَّجُوا كالمَاءِ والهَواء
فَلْتَرْفَعي صَوتَكِ عالياً لتَرفَعيهِ عالِيَا
فأَنتِ مَنْ أَسَّسَ أشْوَاقي وَعِشْقي
وأنْتِ مَنْ هَدَّمَ كُلَّ حائِطٍ بِحَلقي
وأنْتِ مَنْ رَصَّعَ بالزَّهرِ والنِّيرانِ تاجَ نُطْقي
وأنتِ.. أنتِ مَنْ أعَادَ بعْدَ الخلْقِ خَلْقي
وَأنتِ مَنْ قَدَّرَ عِتْقي
في وَجْهِ هَؤُلاَء
نورالدين عزيزة

20080612

القصيدة الجديدة

أَيَّتُهَا القَصِيدَة
أَيَّتُهَا الجَدِيدَةُ القَدِيمَة
يَا مَاءُ يَا تُرَابُ يَا هَوَاء
يَا ضَبَاب
حِينَ تُلوحِينَ تَرُوعُنِي البِدَايَة
وَحِينَ تَبْدَئِينَ لاَ أَخْشَى سِوَى النِّهَايَة
فَالبَهْجَةُ التِي إِذْ يَمْتَلِي بِهَا الكِيَانُ عِنْدَهَا امْتِلاَء
سَتَنْتَهِي بِنَا
إِلَى هَاوِيَةٍ عَظِيمَة
هَاوِيَةٍ عَلَيَّ أَنْ أَمْلأَهَا غِنَاء


مدخل (في رحاب الليل المزمن تليه الكوريدا)
نورالدين عزيزة