الكوريدا أو أَسْـمَـاءٌ أُخْـرَى لِلـمَـوْت وَاسْمٌ لِلحَيَاة ( 4 )
ملحمة الثور الذي ظلَّ واقفا في الحلبة
ملحمة الثور الذي ظلَّ واقفا في الحلبة
ــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــ
اسـم آخر للدم
[ الـدَّمُ، فِي هَذِهِ الدَّائِرَةِ الرَّملِـيّةِ، قِطَارٌ تَتَسابَقُ عَرَباتُهُ دُونَما اتِّجَاهٍ، حِبْرٌ وَرَقٌ مَطابِعُ غُــيُومٌ عَوانِسُ لاَ تُمْطِـرُ، لُغَةٌ لاَ تَكادُ تنْطِقُ مِنْ هَولِ الصَّمْتِ، الدَّمُ هُنَا شَجَرٌ بِلاَ ظِلاَلٍ، نَباتٌ طُفَيلِيٌّ يَتَغَذَّى على أجْسَامِنا। الدَّمُ فِي هَذِهِ الأَرْضِ الذَّهَبِيَّةِ مَشاعِلُ نِيرُونَ تُرِيدُ أنْ تَكُونَ مَصابِيحَ فِي ظُلْمَةٍ صَخْرِيَّةٍ لاَ تَعْرِفُ نَهارًا ولاَ ليْلاً، ظُلمَةٌ مِنْ زَمَنٍ غَيْرِ الزَّمَنِ، بَصيصُ النُّورِ فيها كُفْرٌ، وَتفَتُّحُ وَرْدَةٍ مِنْ عَلاَمَاتِ السَّاعَة। الدَّمُ زَبَدٌ هُنَا، وفَقَاقِيعُ تَتقنَّعُ بِحَركَةِ الأَمْوَاج ]
1
ألاَ تَزَالُ بعدُ في المَيْدان؟
حَملَةُ الحِرَابِ هاهُمْ غادَرُوا
فِي وَهَجِ الهُتافِ وَالتَّصفِيق
وَأنْتَ لاَ تَزَالُ في المَيْدان
وَهَا هُمُو حَملَةُ السَّلاَمِ قادِمُون
وَأنْتَ لاَ تَزَالُ في المَيْدان
فَمَنْ تكُونُ، أيُّها الثَّورُ ؟ ألاَ أنْبأتَنا بِمَنْ تَكُون؟!
تَعبُرُكَ العُصورُ والقُرُون
وأنْتَ أنْتَ وَاقِفٌ كأَنَّما أرْضُكَ غَيْرُ الأرْضِ، لاَ تَدُور
شَمْسُكَ غيرُ الشَّمْسِ دُونَما ضيَاء
لَيلُكَ غيرُ اللَّيلِ دُونَما ظَلاَمٍ، لاَ صَبَاحَ لاَ مَسَاء
البَحْرُ أنتَ أمْ تُرَاك وَحْشَةُ القِفَار
تَتُوهُ في شِعَابِها قَوَافِلُ التُّجَّارِ وأَعْظَمُ الجُيُوش
وأَحْدَثُ المُدَرَّعَاتِ الرَّادَرَاتِ الحَامِلاَتِ الطَّائِرَات
أمْ أنْتَ مَقْبَرَة
أم هُوَّةٌ في هَاوِيَة
تَضِلُّ في سَمَائِها الغُيُومُ والبُرُوقُ والرُّعُود
وتَجمُدُ الأنْهَار
وتَنْطَفي في بَرْدِها حَرَارَةُ الرِّيَاح
وغَضَبُ الإِعْصَار
والمَوْتُ والحَياة!
حَملَةُ الحِرَابِ هاهُمْ غادَرُوا
فِي وَهَجِ الهُتافِ وَالتَّصفِيق
وَأنْتَ لاَ تَزَالُ في المَيْدان
وَهَا هُمُو حَملَةُ السَّلاَمِ قادِمُون
وَأنْتَ لاَ تَزَالُ في المَيْدان
فَمَنْ تكُونُ، أيُّها الثَّورُ ؟ ألاَ أنْبأتَنا بِمَنْ تَكُون؟!
تَعبُرُكَ العُصورُ والقُرُون
وأنْتَ أنْتَ وَاقِفٌ كأَنَّما أرْضُكَ غَيْرُ الأرْضِ، لاَ تَدُور
شَمْسُكَ غيرُ الشَّمْسِ دُونَما ضيَاء
لَيلُكَ غيرُ اللَّيلِ دُونَما ظَلاَمٍ، لاَ صَبَاحَ لاَ مَسَاء
البَحْرُ أنتَ أمْ تُرَاك وَحْشَةُ القِفَار
تَتُوهُ في شِعَابِها قَوَافِلُ التُّجَّارِ وأَعْظَمُ الجُيُوش
وأَحْدَثُ المُدَرَّعَاتِ الرَّادَرَاتِ الحَامِلاَتِ الطَّائِرَات
أمْ أنْتَ مَقْبَرَة
أم هُوَّةٌ في هَاوِيَة
تَضِلُّ في سَمَائِها الغُيُومُ والبُرُوقُ والرُّعُود
وتَجمُدُ الأنْهَار
وتَنْطَفي في بَرْدِها حَرَارَةُ الرِّيَاح
وغَضَبُ الإِعْصَار
والمَوْتُ والحَياة!
2
حَمَلَةُ الحِرَابِ غَادَرُوا المَكَان
في وَهَجِ الهُتَافِ والتَّصفِيق
وَهَا هُمُو حَمَلَةُ السَّلاَمِ يَدْخُلُون..
وَأنْتَ لاَ تَزَالُ في المَيْدَانِ.. هَا هُمُو حَمَلَةُ السِّهَام
في وَهَجِ الهُتَافِ وَالتَّصفِيقِ رَاحُوا يَلعَبُونَ لُعْبَةَ التَّكْشيرِ عَنْ أنْيابِهِم
يَستَنْزِفُونَ دَمَكَ المُبَاحَ
يُثْخِنُونَ فَجْرَكَ جِرَاحًا وَعَمَاء
وَهَاهُمُو يُخَطِّطُونَ الجُبَنَاء
مَعْرَكَةَ مُنْتَهِيَة
كَهَذِهِ المَعاركِ الحَمقَاء
فانْزِفْ كَمَا تَشَا لَكَ الأَيَّامُ أنْ تَشَاء
وثُرْ كَمَا تَشَاء
يا ناطِحَ الصَّخَر،
يَا آكِلَ الهَوَاء
اِنْزِفْ إلى أنْ يَنْزِفَ التَّاريخُ حُزنًا وَحَياءْ
في وَهَجِ الهُتَافِ والتَّصفِيق
وَهَا هُمُو حَمَلَةُ السَّلاَمِ يَدْخُلُون..
وَأنْتَ لاَ تَزَالُ في المَيْدَانِ.. هَا هُمُو حَمَلَةُ السِّهَام
في وَهَجِ الهُتَافِ وَالتَّصفِيقِ رَاحُوا يَلعَبُونَ لُعْبَةَ التَّكْشيرِ عَنْ أنْيابِهِم
يَستَنْزِفُونَ دَمَكَ المُبَاحَ
يُثْخِنُونَ فَجْرَكَ جِرَاحًا وَعَمَاء
وَهَاهُمُو يُخَطِّطُونَ الجُبَنَاء
مَعْرَكَةَ مُنْتَهِيَة
كَهَذِهِ المَعاركِ الحَمقَاء
فانْزِفْ كَمَا تَشَا لَكَ الأَيَّامُ أنْ تَشَاء
وثُرْ كَمَا تَشَاء
يا ناطِحَ الصَّخَر،
يَا آكِلَ الهَوَاء
اِنْزِفْ إلى أنْ يَنْزِفَ التَّاريخُ حُزنًا وَحَياءْ
يتبع 4 ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق