الكوريدا أو أَسْـمَـاءٌ أُخْـرَى لِلـمَـوْت وَاسْمٌ لِلحَيَاة ( 5 )
ملحمة الثور الذي ظلَّ واقفا في الحلبة
ملحمة الثور الذي ظلَّ واقفا في الحلبة
ــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــ
1
دَوَّى النَّفِير
وَرَجَعَ الحَدِيثُ مِنْ جَديد
عَادَ إلَى ساحِرَةِ العَينَيْن
دامِيَةِ اليَدَيْن
فِيرُونِكَا هِرُودية
وقَلْبِها الرَّقيقِ، قَلْبِها الحَديد
دَوَّى النَّفيرُ مِنْ جَديد
دَوَّى النَّفير
وَأَقْبلَ المُصَارِعُ الكبير
وَرَجَعَ الحَدِيثُ مِنْ جَديد
عَادَ إلَى ساحِرَةِ العَينَيْن
دامِيَةِ اليَدَيْن
فِيرُونِكَا هِرُودية
وقَلْبِها الرَّقيقِ، قَلْبِها الحَديد
دَوَّى النَّفيرُ مِنْ جَديد
دَوَّى النَّفير
وَأَقْبلَ المُصَارِعُ الكبير
اسم آخر للحياة
[ صَدَرَ الحُكْمُ علَيكَ بِالحَياةِ مَدَى الحَيَاةِ وَالمَمَات. لاَ تَطْمَعْ في شَفاعَةٍ مِنْ أَحَدٍ واكْتَنِزْ أشْجَارَكَ، خَبِّئْ أمْطارَكَ وَأنْهارَك. إنَّ لِلسَّاعَةِ يومًا آخَرَ. كُلُّ رَبيعٍ عائِدٌ ولَوْ تَدَثَّرَ بالشَّوكِ وَالأحْساك وكلُّ بذْرَةٍ أوْ ذرَّة.
أيُّها الثَّورُ جِئْنَاكَ مِنْ دَاخِلِ هَذَا السُّور نَرفَعُ أَيْدِينا القَصِيرَةَ أعْلاَمًا، وَأصْوَاتَنَا القَميئَةَ القَمِيئَةَ طُبُولاً وَعَزَائِمَنَا فُرسَانًا وَهَزَائِمَنا خُيُولاَ.
ظَفِرَتْ بِتلكَ القِمَمِ الرِّمالُ المُتَحَرِّكَة। لَمْ يَبْقَ مِنْ بَحْرِكَ سِوَى زَبَدُه، ولاَ مِنْ سَحائِبِكَ السُّودِ إلاَّ لَونُها، ولاَ مِنْ صَوتِك إلاَّ عِظَامُه ]
2
دَوَّى النَّفِير
ورَجَعَ المُصَارِعُ الكَبِير
تَتْبَعُهُ مَغلُولَةَ اليَدَيْنِ والعَينَيْنِ شَمْسُ ساعَةِ الحَقِّ المُبِين
حَيَّا رئِيسَ الحَفْلِ ثُمَّ وَهَبَ الثَّوْرَ لأَحْلاَمِ الجَمَاهِير
وَبَدَأَ العَرْضُ الأَخِير
الثَّوْرُ قدْ أصْبَحَ في ثَوْبٍ منَ الدِّمَاءْ
في ظُلُمَاتٍ فَوقَ بَحْرِ ظُلمَاتٍ تَحْتَ بَحْرِ ظُلمَات
يَدْفَعُهُ لأَلَق الحَيَاةِ بَعْضُ أَمَلٍ خَرِيفْ
وثَوْرَةٌ في النَّفْسِ لاَ تَكُونُ إلاَّ عَابِرَة
وحَسْرَةٌ وخَوْفوغَيْرَةٌ على السُّلاَلَةِ الكَرِيمَة
ورَجَعَ المُصَارِعُ الكَبِير
تَتْبَعُهُ مَغلُولَةَ اليَدَيْنِ والعَينَيْنِ شَمْسُ ساعَةِ الحَقِّ المُبِين
حَيَّا رئِيسَ الحَفْلِ ثُمَّ وَهَبَ الثَّوْرَ لأَحْلاَمِ الجَمَاهِير
وَبَدَأَ العَرْضُ الأَخِير
الثَّوْرُ قدْ أصْبَحَ في ثَوْبٍ منَ الدِّمَاءْ
في ظُلُمَاتٍ فَوقَ بَحْرِ ظُلمَاتٍ تَحْتَ بَحْرِ ظُلمَات
يَدْفَعُهُ لأَلَق الحَيَاةِ بَعْضُ أَمَلٍ خَرِيفْ
وثَوْرَةٌ في النَّفْسِ لاَ تَكُونُ إلاَّ عَابِرَة
وحَسْرَةٌ وخَوْفوغَيْرَةٌ على السُّلاَلَةِ الكَرِيمَة
3
ابتَدأَ العَرْضُ الأَخِير
وَدَخَلَ المُصَارِعُ الكَبِيرُ في حُلَّتِهِ المُطَرَّزَة
فاهتَزَّتِ المَدارِجُ المهتَزَّةُ الحمْقاءُ واشْرَأبَّتِ الأَعنَاقُ، وَقفَتْ تَجِلَّةً لِلمَشْهَدِ المُثِير
وَفي مكَانٍ مَا مِنَ الحَلَبَةِ الجَرْدَاءِ لاَحَتْ نُقْطَةٌ سَوْدَاء
الثَّوْرُ
لاَ يَزَالُ وَاقِفًا
الثَّوْرُ لاَ يَزَالُ نَازِفًا يُرَاوِحُ مَكَانَهُ
يُصَارِعُ كَجُثَّةٍ تَعَفَّنَتْ
مُصارِعًا يُصارِعُ النُّجُومَ والكَواكِبْ
وَجُثَثًا تَعَفَّنَتْ
بِخبْرَةِ القُرُونِ كُلِّها وَهِمَّةِ الرِّياح
وَدَخَلَ المُصَارِعُ الكَبِيرُ في حُلَّتِهِ المُطَرَّزَة
فاهتَزَّتِ المَدارِجُ المهتَزَّةُ الحمْقاءُ واشْرَأبَّتِ الأَعنَاقُ، وَقفَتْ تَجِلَّةً لِلمَشْهَدِ المُثِير
وَفي مكَانٍ مَا مِنَ الحَلَبَةِ الجَرْدَاءِ لاَحَتْ نُقْطَةٌ سَوْدَاء
الثَّوْرُ
لاَ يَزَالُ وَاقِفًا
الثَّوْرُ لاَ يَزَالُ نَازِفًا يُرَاوِحُ مَكَانَهُ
يُصَارِعُ كَجُثَّةٍ تَعَفَّنَتْ
مُصارِعًا يُصارِعُ النُّجُومَ والكَواكِبْ
وَجُثَثًا تَعَفَّنَتْ
بِخبْرَةِ القُرُونِ كُلِّها وَهِمَّةِ الرِّياح
∆ ∆ ∆
ابتَدَأَ العَرْضُ الأخِير
وَهَاهُوَ المُصَارِعُ الكَبِير
كَأنَّهُ يُصَارِع
وَفي يَدَيْهِ فيرُنيكا خِرْقَةً حَمْرَاء
بَحْرًا مِنَ الدِّمَاء
∆ ∆ ∆
اللَّحْظَةُ الحاسِمَةُ العَظيمَة
اللَّحْظَةُ الكَريمَة
آنَ لَها الأوَانُ أوْ يَكَاد
فاركُضْ كَما تَشَاءُ هِيرُوديا أنْ تَشَاء
وَلْيَنْغَرِسْ قَرنَاكَ في هَذِي الرِّمالِ الخَاوِيَة
ولتَنْغَرِسْ رَقْبَتُكَ المَغْرُوسَةُ في الهَاوِيَة
في الهَاوِيَة
السَّيْفُ كَالبَرْقِ أَضَاءْ
في لَيلَةٍ كَهَذِهِ ظَلْمَاء
يُمَزِّقُ الغُبَارَ يَخنُقُ الهَوَاء
في لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَانِ عَارِيَة
∆ ∆ ∆
ابْتَدأَ العَرْضُ الأخِير
وَهَجَمَ المُصَارِعُ الخَبِير
في صَخَبِ الجُمْهُورِ في صَحْرَائِكَ الصَّحْرَاء
لَكِنّ سَيفَهُ يَظَلُّ في الهَوَاءِ هَكَذا مُعلَّقَا
واللَّحْظَةُ الحَمْرَاءُ دُونِ شَفَقَة
اللَّحْظَةُ الحَمْرَاءُ تَبقَى لُعْبَةً في حَدِّهِ مُعَلَّقَة
الدَّمُ مَاءٌ نَازِفٌ وَأنْتَ أَنْتَ وَاقِفٌ
هَذَا حِذَاؤُكَ بَدَا مُستَنْقَعا وَبَعْضُهُ أرْضًا تَشَقَّقَتْ وبَعْضُهُ جَبِين
وَأنْتَ أَنْتَ وَاقِفٌ في صَمْت
كَأَنَّمَا لاَ تَستَحِقُّ المَوْتَ॥ حَتَّى المَوْت!
وَهَجَمَ المُصَارِعُ الخَبِير
في صَخَبِ الجُمْهُورِ في صَحْرَائِكَ الصَّحْرَاء
لَكِنّ سَيفَهُ يَظَلُّ في الهَوَاءِ هَكَذا مُعلَّقَا
واللَّحْظَةُ الحَمْرَاءُ دُونِ شَفَقَة
اللَّحْظَةُ الحَمْرَاءُ تَبقَى لُعْبَةً في حَدِّهِ مُعَلَّقَة
الدَّمُ مَاءٌ نَازِفٌ وَأنْتَ أَنْتَ وَاقِفٌ
هَذَا حِذَاؤُكَ بَدَا مُستَنْقَعا وَبَعْضُهُ أرْضًا تَشَقَّقَتْ وبَعْضُهُ جَبِين
وَأنْتَ أَنْتَ وَاقِفٌ في صَمْت
كَأَنَّمَا لاَ تَستَحِقُّ المَوْتَ॥ حَتَّى المَوْت!
4
اتَّخَذَ الزَّمَانُ اسمًا آخَر
فَهَذِهِ سَاعَتُهُ التي انْتَظَرنَا ساعَةٌ هَجِينَة
طَالَتْ إلى أَنْ صَدِئَتْ في الحَلَبَة
والثَّوْرُ لاَ يَزَالُ وَاقِفًا
قَرنَانِ مَغْرُوسَانِ في الرِّمَال
وَجُثَّةٌ تَلتَحِفُ السِّهَامَ والجِرَاح
كَأَنَّ في نَزِيفِهِ حَياتَهُ وَفي الإِبَـاء
مِنْ أَيْنَ هَذِهِ الدِّمَاءُ كُلُّها، مِنْ أَيْنَ كُلُّ هَذِهِ الدِّمَاء!؟
لَوْ أَنَّ آبَارَ السَّماءِ نَزَفَتْ هَذَا النَّزِيفَ كُلَّهُ
لاَنْهَارَتِ السَّمَاء
اسمٌ آخرُ لليأس
[ لَمْ تَرَ الشَّمْسُ حُزنًا كَهَذَا وَلاَ صَبْرًا. جَحَافِلُ اليَأسِ الظَّافِرَةُ أَلقَتْ رُقِيَّها وَتَمَائِمَها، ضَرَبَتْ خَيلَهَا خِيَامًا وأَعْلَنَتْ يَأسَها.
يَا أيُّها اليَأسُ الذِي خَابَتْ تَعَاوِيذُهُ وَطَلاَسِمُهُ، هَلْ مِنْ نَبَإٍ عَنْ يَأسِ اليَأس. لقَدْ مَاتَتِ السُّبُلُ وَبَاتَتِ الخُطُوَاتُ كَمَائِن ]
فَهَذِهِ سَاعَتُهُ التي انْتَظَرنَا ساعَةٌ هَجِينَة
طَالَتْ إلى أَنْ صَدِئَتْ في الحَلَبَة
والثَّوْرُ لاَ يَزَالُ وَاقِفًا
قَرنَانِ مَغْرُوسَانِ في الرِّمَال
وَجُثَّةٌ تَلتَحِفُ السِّهَامَ والجِرَاح
كَأَنَّ في نَزِيفِهِ حَياتَهُ وَفي الإِبَـاء
مِنْ أَيْنَ هَذِهِ الدِّمَاءُ كُلُّها، مِنْ أَيْنَ كُلُّ هَذِهِ الدِّمَاء!؟
لَوْ أَنَّ آبَارَ السَّماءِ نَزَفَتْ هَذَا النَّزِيفَ كُلَّهُ
لاَنْهَارَتِ السَّمَاء
اسمٌ آخرُ لليأس
[ لَمْ تَرَ الشَّمْسُ حُزنًا كَهَذَا وَلاَ صَبْرًا. جَحَافِلُ اليَأسِ الظَّافِرَةُ أَلقَتْ رُقِيَّها وَتَمَائِمَها، ضَرَبَتْ خَيلَهَا خِيَامًا وأَعْلَنَتْ يَأسَها.
يَا أيُّها اليَأسُ الذِي خَابَتْ تَعَاوِيذُهُ وَطَلاَسِمُهُ، هَلْ مِنْ نَبَإٍ عَنْ يَأسِ اليَأس. لقَدْ مَاتَتِ السُّبُلُ وَبَاتَتِ الخُطُوَاتُ كَمَائِن ]
يتبع ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق