الكوريدا أو أَسْـمَـاءٌ أُخْـرَى لِلـمَـوْت وَاسْمٌ لِلحَيَاة ( 7 )
ملحمة الثور الذي ظلَّ واقفا في الحلبة
ملحمة الثور الذي ظلَّ واقفا في الحلبة
ـــــــــــــــــ
ــــــــــــــــ
يَا أنْتَ يَا أنَا
يَكْتَمِلُ الظّلامُ يَوْمًا بَعْدَ يَوْم،
يَكْتَمِلُ الضَّبابُ والظَّمَـأ
وَيَخْتَفِي السَّرابُ وَتَرْحَـلُ السَّماء
يَكْتَمِلُ الظّلامُ يَوْمًا بَعْدَ يَوْم،
يَكْتَمِلُ الضَّبابُ والظَّمَـأ
وَيَخْتَفِي السَّرابُ وَتَرْحَـلُ السَّماء
1
أيتُها القَمْحَةُ،
تَخْرُجِينَ مِنْ غَياهِبِ السُّكُونِ وَرَحَى العَدَمْ!
تُعَانِقِينَ رِحْلَةَ الضّيَا، تُعَاقِرينَ رِحلَةَ الفَنَاءِ فِي البَـقَاءِ
تُخَطّطينَ بدَمِ الصَّمْتِ وضَوءِ العَتَمَة
للموْتِ والحَياة
يَا رِحْلَةَ الأَلَمْ
يا ِلُغَةَ اللّغَات، أيتُها البَذْرْةُ يا أعجَبَ هَذِي الكَائِناتِ،
كيفَ أكُون!
كيفَ تُخَطِّطِينَ في كلِّ الفصُولِ والجبالِ والقيعان
كيفَ تُخَطِّطِينَ في كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَان
في الضَّوءِ أو في العَتَمَة
لكَيْ تَكُونِي دائِمًا بِهَذِي العَظَمَة؟
2
لاَ وَطَنٌ ولاَ مَنْفَى
تَحَطَّمْ علَى الصَّخْرِ،
إرتَدَّ إلَى الأعْمَاق
لاَ حَضَرٌ لاَ بَادِيَهْ
لاَ وَطَنٌ ولاَ مَنْفَى
عَدَا صَمْتُ الرِّياحِ فِي هُدُوءِ العَاصِفَة
كُلُّ الحُدُودِ انفَجَرَتْ فِي وَجْهِنا وَارتَفَعَتْ كُلُّ السُّدُود
لاَ وَطَنٌ ولاَ مَنْفَى،
عَدَا بَعْضُ قُطُوفٍ دَانِيَه
نَاءَتْ بِهَا أَغْنَى صَحَارِي اليَأسِ
أوْ بَعْضِ شُعاعٍ فِي بَذْرَةٍ تَحْمِلُهَا فِي لَيلَةٍ عَاتِيةٍ،
رِيَاحٌ تَمُرُّ عَاتِيَه
3
يَا أنْتَ يَا أنَا
يَكْتَمِلُ القَبْرُ هُنَا، ثَانِيَةً ثَانِيَةً، مُذْ أينَعَتْ وَردَتُكَ الأولَى
وأنتَ واقفٌ علَىِ رَابِيَةٍ هَاوِيَة
لاَ وَطَنٌ ولاَ مَنْفَى
أنَا الأَغْنَى عَدِيدُهُ، أنَا المُتْخَمُ بِالأَعْلَى، وَلاَ قُوَّةَ ولاَ حَوْلَ،
أنَا المُدَجَّجُ المُلَغَّمُ بِاللُّغَةِ الإِلَهِيَّةِ الأَبْهَى،
أنَا الأَقْرَبُ إلَى أَبْعَدِ سَمَاءٍ وَأَقْرَبِ سَمَاءٍ، أنَا القَابَ قَوْسَيْنِ أوْ أَدنَى،
أنَا المُخْتَارُ، أنَا المُخْتَالُ، أنَا المُغْتَالُ، أنَا المَكَيدَةُ الأدْهَى
لاَ وَطَنٌ وَلاَ مَنْفَى
لاَ سَمَاءَ تُظِلُّكَ، لاَ أَرْضَ سِوَى مُخَطَّطِ بَذْرَةٍ مِنْ عُشْبَةٍ أوْ شَجَرَة
اللَّيْلُ فِيهِ بَيْنَ بَيْن
والصُّبْحُ فِيهِ بَيْنَ بَيْنَ
[ فَلْـنُـسيَّـجْ سِرَّنا بالكَلِماتِ، لِنَلتَحِفْ قِشْرَةَ بَذْرَةٍ ونَنَم في مُخَططِ نُطفَةٍ قادمةٍ من رَحِمِ الأَرضِ أو غَسَقِ الفَضاء.
اللَّيلُ بَيْنَ بَيْن، والصُّبْحُ بَيْنَ بَيْنَ، وهَذا الزَّمَنُ العَارِي يَحْمِلُ رِدَاءَ زَمَنَيْن.
يَا أنْتَ يَا أنَا مَتَى نتطهّرُ دَمًا فَلاَ يَذْهَبُ دَمُنَا هَبَاءْ ]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ انتهى نص قصيدة الكوريدا أو أسماء أخرى للموت واسم للحياة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق